تقريب التدمرية
الناشر
دار ابن الجوزي،المملكة العربية السعودسة
رقم الإصدار
الطبعة الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ
مكان النشر
الدمام
تصانيف
الوجه واجب، لأن الله تعالى أخبر به عن نفسه، وهو أعلم بنفسه، وأصدق قولًا وأحسن حديثًا، فاجتمع في خبره كمال العلم، وكمال الصدق، وكمال الإرادة وكمال الفصاحة والبيان فوجب قبوله والإيمان به.
- وقوله: "والسؤال عنه – أي: عن كيفيته بدعة"؛ لأن السؤال عنها لم يعرف في عهد النبي ﷺ ولا خلفائه الراشدين، وهو من الأمور الدينية فكان إيراده بدعة، ولأن السؤال عن مثل ذلك من سمات أهل البدع
ثم إن السؤال عنه مما لا تمكن الإجابة عليه فهو من التنطع في الدين، وقد قال النبي ﷺ: "هلك المتنطعون".
وهذا القول الذي قاله مالك وشيخه يقال في صفة نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا وغيره من الصفات: إنها معلومة المعنى، مجهولة الكيفية، وإن الإيمان بها على الوجه المراد بها واجب، والسؤال عن كيفيتها بدعة.
فصل: وأما المثلان: * فأحدهما: نعيم الجنة: فقد أخبر الله تعالى أن في الجنة طعامًا وشرابًا ولباسًا، وزوجات، ومساكن، ونخلًا، ورمانًا، وفاكهة، ولحمًا، وخمرًا، ولبنًا، وعسلًا، وماءً، وحلية من ذهب ولؤلؤ وفضة ... وغير ذلك. وكله حق على حقيقته، وهو في الاسم موافق لما في الدنيا من حيث المعنى لكنه مخالف له في الحقيقة. - أما موافقته لما في الدنيا في المعنى فلأن الله تعالى قال عن القرآن: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الزخرف: ٣] . ولولا موافقته له في
فصل: وأما المثلان: * فأحدهما: نعيم الجنة: فقد أخبر الله تعالى أن في الجنة طعامًا وشرابًا ولباسًا، وزوجات، ومساكن، ونخلًا، ورمانًا، وفاكهة، ولحمًا، وخمرًا، ولبنًا، وعسلًا، وماءً، وحلية من ذهب ولؤلؤ وفضة ... وغير ذلك. وكله حق على حقيقته، وهو في الاسم موافق لما في الدنيا من حيث المعنى لكنه مخالف له في الحقيقة. - أما موافقته لما في الدنيا في المعنى فلأن الله تعالى قال عن القرآن: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الزخرف: ٣] . ولولا موافقته له في
1 / 41