تقريب التدمرية
الناشر
دار ابن الجوزي،المملكة العربية السعودسة
رقم الإصدار
الطبعة الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ
مكان النشر
الدمام
تصانيف
والسماوات.
الثامن: أن قولهم: "لا يوجد شيء متصف بالصفات إلا جسم": ممنوع؛ فإننا نجد من الأشياء ما يصح أن يوصف وليس بجسم، فإنه يقال: ليل طويل، ونهار قصير، وبرد شديد، وحر خفيف ... ونحو ذلك، وليست هذه أجسامًا.
على أن إضافة لفظ الجسم إلى الله تعالى إثباتًا أو نفيًا من الطرق البدعية التي يتوصل بها أهل التعطيل إلى نفي الصفات التي أثبتها الله لنفسه.
التاسع: أن قولهم: "الأجسام متماثلة": باطل ظاهر البطلان، فإن تفاوت الأجسام ظاهر لا يمكن إنكاره. قال الشيخ "المؤلف": ولا ريب أن قولهم بتماثل الأجسام قول باطل١.
_________
١ راجع: مجموع الفتاوى ٣/٧٢.
فصل: الطائفة الثالثة: غلاة الجهمية، والقرامطة، والباطنية ومن تبعهم: * وطريقتهم: أنهم ينكرون الأسماء والصفات، ولا يصفون الله تعالى إلا بالنفي المجرد عن الإثبات، ويقولون: إن الله هو الموجود المطلق بشرط الإطلاق٢ فلا يقال: هو موجود، ولا حي، ولا عليم، ولا قدير، وإنما هذه أسماء لمخلوقاته أو مجاز، لأن إثبات ذلك يستلزم تشبيهه بالموجود الحي، العليم، القدير ويقولون: إن الصفة عين الموصوف، وإن كل صفة عين الصفة الأخرى، فلا فرق بين العلم والقدرة، والسمع والبصر ... ونحو ذلك. _________ ٢ معنى قولهم "بشرط الإطلاق": أنه مطلق عن أي صفة ثبوتية؛ لأن الصفة تقيد الموصوف.
فصل: الطائفة الثالثة: غلاة الجهمية، والقرامطة، والباطنية ومن تبعهم: * وطريقتهم: أنهم ينكرون الأسماء والصفات، ولا يصفون الله تعالى إلا بالنفي المجرد عن الإثبات، ويقولون: إن الله هو الموجود المطلق بشرط الإطلاق٢ فلا يقال: هو موجود، ولا حي، ولا عليم، ولا قدير، وإنما هذه أسماء لمخلوقاته أو مجاز، لأن إثبات ذلك يستلزم تشبيهه بالموجود الحي، العليم، القدير ويقولون: إن الصفة عين الموصوف، وإن كل صفة عين الصفة الأخرى، فلا فرق بين العلم والقدرة، والسمع والبصر ... ونحو ذلك. _________ ٢ معنى قولهم "بشرط الإطلاق": أنه مطلق عن أي صفة ثبوتية؛ لأن الصفة تقيد الموصوف.
1 / 31