تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء
تصانيف
العقائد والملل
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء
أبو الحسن علي بن أحمد السبتي الأموي المعروف بـ «ابن خمير» (المتوفى: 614هـ) ت. 614 هجريتصانيف
قلنا : ومن أين لك أن تقول إنه قالها والآية تقتضي أنها من قول امرأة العزيز؟ وذلك أنه لما تأدب معها بآداب الأحرار حيث قال لرسول الملك ( ارجع إلى ربك فسئله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن ) [يوسف : 12 / 50] ، فخلطها معهن وذكر فعلهن وأضرب عن ذكر فعلها تناصفت (1) هي وأقرت بأنها راودته فقالت : ( وما أبرئ نفسي ).
على أنه لو ثبت أنه قالها لخرجت له أحسن مخرج ، وذلك أنه لما أنصفته بإقرارها وتبرئته قال هو : ( وما أبرئ نفسي ) على أصل الحوار لا على نفس الوقوع ، كما قال الخليل عليه السلام ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) [إبراهيم : 14 / 35] ، وهو قد أمن بالعصمة من عبادتها ، وقال تعالى لنبينا عليه الصلاة والسلام ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ) [الإسراء : 17 / 86] ، وهو تعالى قد شاء ألا يذهبه ، والعصمة والنزاهة له على كمالها.
فليت شعري إذا كان للتأويل في هذه القصة وأمثالها مجرى سحب (2) ومجال للسلامة رحب (3) فما بالهم يضيقون هذا الواسع لو لا الفضول؟! (4).
صفحة ٦٠