تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي
محقق
يوسف علي بديوي
الناشر
دار ابن كثير
الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م
مكان النشر
دمشق - بيروت
فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي شُهُودِ الْعَتْمَةِ وَالصُّبْحِ لَاتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا»
٤٠٣ - وَرَوَى جُوَيْبِرُ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: لَمَّا رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْأَذَانَ فِي الْمَنَامِ، وَعَلَّمَهُ بِلَالًا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِلَالًا أَنْ يَصْعَدَ السَّطْحَ وَيُؤَذِّنَ فَلَمَّا افْتَتَحَ الْأَذَانَ سَمِعُوا هَدَّةً بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ الْهَدَّةُ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: «رَبُّكُمْ أَمَرَ بِأَبْوَابِ السَّمَاءِ فَفُتِّحَتْ إِلَى الْعَرْشِ لِأَذَانِ بِلَالٍ» .
فَقَالَ أَبُوَ بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: هَذَا لِبِلَالٍ خَاصَّةً أَوْ لِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً؟ قَالَ: «بَلْ لِلْمُؤَذِّنِينَ عَامَّةً وَإِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤَذِّنِينَ مَعَ أَرْوَاحِ الشُّهَدَاءِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ الْمُؤَذِّنُونَ فَيَقُومُونَ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ وَالْكَافُورِ»
٤٠٤ - وَرَوَى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: " خَمْسَةٌ لَيْسَ لَهُمْ صَلَاةٌ: الْمَرْأَةُ السَّاخِطَةُ عَلَى زَوْجِهَا، وَالْعَبْدُ الْآبِقُ مِنْ سَيِّدِهِ حَتَّى يَرْجِعَ، وَالْمُصَارِمُ الَّذِي لَا يُكَلِّمْ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَإِمَامُ قَوْمٍ يُصَلِّي بِهِمْ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ ".
كَرَاهِيَةُ الْقَوْمِ عَلى وَجْهَيْنِ: إِنْ كَانَتْ كَرَاهَتُهُمْ لِفَسَادٍ فِيهِ، أَوْ كَانَ لَحَّانًا بِالْقِرَاءَةِ وَهُمْ يَجِدُونَ غَيْرَهُ، أَوْ كَانَ فِي الْجَمَاعَةِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ، فَهَذَا الَّذِي يُكْرَهُ وَكُرِهَ لَهُ أَنْ يَؤُمُّهُمْ، وَإِنْ كَانَتْ كَرَاهِيَتُهُمْ لِأَنَّهُ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ فَيُبْغِضُونَهُ، أَوْ لِلْحَسَدِ وَلَيْسَ فِي الْجَمَاعَةِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ فَكَرَاهِيَتُهُمْ بَاطِلَةٌ وَلَهُ أَنْ يَؤُمُّهُمْ وَإِنْ رَغْمَ أَنْفِهِمْ
٤٠٥ - وَرَوَى جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، أَنَّهُ قَالَ: «الْمُؤَذِّنُونَ الْمُحْتَسِبُونَ يَخْرُجُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قُبُورِهِمْ، وَهُمْ يُؤَذِّنُونَ، فَالْمُؤَذِّنُ يَشْهَدُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ يَسْمَعُ صَوْتَهُ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ، أَوْ مَدَرٍ، أَوْ بَشَرٍ، أَوْ رَطِبٍ، أَوْ يَابِسٍ وَيَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيُكْتَبُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ مَنْ يُصَلِّي بِأَذَانِهِ،
1 / 290