* * * وفي " ص ١٩٥ س ٢٠ " قال أبو علي: حدثنا أبو بكر أخبرنا أبو حاتم عن العتبي ﵏ قال: قال رجل لعبد الملك بن مروان: يا أمير المؤمنين، هززت ذوائب الرِّحال إليك، ولم أجد معولا إلا عليك؛ أمتطى الليل بالنهار، وأقطع المجاهل بالآثار؛ يقودني نحوك رجاء، ويسوءني إليك بلوى؛ والنفس راغبة، والاجتهاد عاذر؛ وإذا بلغتك فقدي. قال: أُحطط عن راحلتك، فقد بلغت. الصحيح أن المخاطب بهذا معاوية بن أبي سفيان، والمتكلم به عبد العزيز بن زرارة الكلابي. كذلك روى أبو حاتم في نوادره عن العتبي؛ ومن هذه الطريق رواه أبو علي؛ وزاد أبو حاتم بعد هذا الخبر: فقال عبد العزيز بن زرارة:
دَخَلتُ على مُعاويةَ بنِ حَرْبٍ ... وذلك إذ يَئِستُ من الدُّخولِ
وما نلتُ الدخولَ عليه حتّى ... حلَلتُ مَحلَّهَ الرجُلِ الذليلِ
وأغضَيتُ الجُفونَ على قَذاها ... ولم أسمَعْ إلى قَالٍ وقِيلِ
فأدركتُ الذي أمَّلتُ منه ... بمُكثٍ والْخَطاءُ مع العَجُولِ
ولو أنِّي عَجِلتُ سَفِهتُ رأيِي ... فلم أكُ بالعَجُولِ ولا الْجَهُولِ
هكذا انشده: " دخلت على معاوية بن حربٍ " نسبه إلى جده ولو قال: " دخلت على معاوية بن صخر " لكان أحسن، وهو اسم أبي سفيان. وقوله: وإذا بلغتك فقدي، أي حسبي؛ وقد تزاد فيه النون وقاية لآخر الحرف؛ قال حميد الأرقط:
قَدْنِي مِنْ نَصْرِ الْخُبَيْبَيْنِ قَدِى
فاتى باللغتين. وتأتي قط بمعنى حسب وكفى؛ تقول: قطّ عبد الله درهم. وقطك درهم، وقطني درهم؛ قال الراجز:
1 / 61