ويروى:
وخمارة نبهتها بعد هجعة ... وقد لاحت الجوزاء وانغمس النسر
لأن الشعرى العبور تلو الجوزاء؛ ولذلك سُميِّت كلب الجبار؛ والجبار: اسم للجوزاء.
* * * وفي " ص ٨٠ س ١٩ " وأنشد أبو علي ﵀ لسلمى بن ربيعة:
حَلَّتْ تُماضِر غُرَبةً فاحْتَلَّتِ ... فَلْجًا وأهْلُك باللِّوَى فالحَلَّتِ
فكأنَّ في العينين حَبَّ قَرَنْفُلٍ ... أو سُنْبُلًا كُحِلَت به فانْهَلتِ الأبيات
هكذا روى عن أبي علي ﵀ سلمي بفتح السين والميم، ولم تختلف الرواة أن اسم هذا الشاعر سُلمى بضم السين وكسر الميم وتشديد الياء. وهو سلمي بن ربيعة بن زبان بن عامر من بني ضبة، شاعر جاهلي. وابناه: أُني وعوية، شاعران. وفلج: وادٍ بطريق البصرة إلى مكة. والحلة بفتح الحاء: موضع حزن وصخور متصل رملٍ بجلدٍ في بلاد بني ضبّة. وروى أبو تمام البيت الثاني:
فكأنَّ في العينين حَبَّ قَرَنْفُلٍ ... كُحِلت به أو سُنْبُلًا فانْهَلَّتِ
وهي أحسن من رواية أبي علي ﵀ لأنه يلزمه على روايته أن يقول: كُحلت بهما. فأما قوله: فكأن في العينين.. ثم قال: كُحلت ولم يقل: كُحلتا ولا انهلتا، فلأن الشيئين إذا اصطحبا وقام كلّ واحد منهما مقام صاحبه، جرى كثيرًا عليهما ما يجري على الواحد؛ كما قال الراجز:
لَمِنْ زُحلُوفةٌ زُلُّ ... بها العَيْنان تَنْهَلُّ
1 / 39