يُكنى أبا مُعرِّض شاعر إسلامي؛ فأما أيمن فهو أيمن بن خُزيم بن الأخرم ابن شداد بن عمرو بن فاتك الأسدي. وخريم له صحبة، وهو ممن اعتزل الجمل وصفين وما بعدهما من الأحداث. وكان أيمن فارسًا شريفًا، وكان يتشيع وكان به وضح، وفي هذا الشعر:
أتاني بها يحيى وقد نمتُ نَومةً ... وقد غابت الشِّعْرَى وقد جنح النَّسرُ
هكذا رواه أبو علي ﵀ وهي رواية مختلة لا تصحُّ؛ وإنما صحَّةُ إنشاده:
وقد غابت الشعرى وقد طلع النسرُ
لأن الشعرى العبور إذا كانت في أُفق المغرب، كان النسر الواقع طالعًا من أفق المغرب؛ وكان النسر الواقع حينئذ غير مُكبِّد، فكيف يكون جانحا؛ وكان النسر الطائر حينئذ في أفق المشرق طالعًا على نحو سبع درجات أيضا؛ فكان النسر الواقع نظير الشعرى العبور؛ قال الشاعر:
فإنِّي وعبدَ الله بَعدَ اجتماعنا ... لكالنَّسر والشِّعرَى بشَرْقٍ ومَغْرِبِ
يلوحُ إذا غابَتْ من الشرق شَخصُه ... وإن تَلُحِ الشعرى له يَتَغَيَّبِ
وقال أبو نؤاس:
وخَمَّارَةٍ نبَّهتُها بعدَ هجعَةٍ ... وقد لاَحَتِ الشعرى وقد جَنَحَ النَّسرُ
فقالت مَن الطُّرَّاقُ قلنا عصابَةٌ ... خِفَافُ الأدَاوَى تُبْتَغَي لهمُ الخَمرُ
1 / 38