============================================================
التمهيد فى أصول الدين اللق قام به، وفيه جعل محل السواد خالقا للسواد وهو الحاد محض عصمنا الله تعالى عن ذلك -(1) ووراء هذه دلاثل يضيق كتابنا هذا عن ايرادها فيه، وإذا ثبت بما مر استحالة كون التكوين والمكون واحذا دل أنه غير المكون، فبعد ذلك إما أن يكون التكوين حادثا، وإما أن يكون أزليا، ولا وجه لكونه حادثا لأنه لو حدث بإحداث للزم فى الثانى مثله وكذا فى الثالث والرابع وهو محال لامتتاع ثبوت نهاية ما لا نهاية لسه، وحصول العالم متعلق بحصوله وما علق حصوله بما يستحيل تبوته لا يتصور حصوله، والعالم حاصل فى الحس والمشاهدة فكان القول بسذلك باطلا، فبطل به قول معتر وهو آحد رؤساء المعتزلة، ولو حسدث به التكوين لا بتكوين آخر لجاز ذلك فى جميع العالم، وأدى للقول به إلى ايطال القول بالصانع فبطل به قول كل مخالف لنا فى المسألة، ولأن التكوين لو كان حادثا لكان لا يخلو إما أن حدث لا فى مل - كما ذهب اليه ابن الراوندى وبشر بن المعتمر - فهو محال لما مر أن قيام صفة لا فى مل محال، ولأنه لو وجد لا فى محل لم يكن الله تعالى بكونه مكونا به خالقا به أولى من غيره، واما آن حدث فى محل آخر سوى ذات البارى - كما هو المروى عن أبى الهذيل العللف - أن تكوين محل كل (1) تعليق الشيخ أبى المعين التسفى بهذه اللو ازم والاستطر اد فيها واستغراج الأحكام منها والحكم عليها بالكفر أبطله ما أوردته من مذهبنا فى كلام الشيخ عبد السلام المسالكى على جوهرة التوحيد من الكلام على القدرة والإيجاد، وفى ذلك تفريغ لما عمد إليه الشيخ التسفى، ولا قاتل به أبذا من الأشاعرة، بل يحكم بالكفر على من قاله لو قاله عالما قاصذا مختارا، والله
صفحة ٥٦