============================================================
التمهيد فى أصول الدين قلنا: هذا كلام فاسد؛ لأن إخبار الله تعالى لا يتعلق بالزمان، بل هو مطلق إخبار(1)، والمتعلق بالزمان هو المخبر عنه، فإن لم يوجد بغد كان إخبارا أنه يوجد(2)، والذا وجد كان الإخبار أنه للحال موجود، والذا التقضى كان إخبارا أنه وجد قبل والتغير على المخبر عنه لا على الإخبار الأزلى، واعتبرة بالعلم فإنه تعالى كان فى الأزل عالما أن آدم عليه السلام يوجد، وحين وجد كان عالما انه للحال موجود، وحين(2) انقضى كان عالما أنه كان قبل هذا موجوذا، والتغير على المعلوم لا على الطم عندنا، ولا على الذات عندهم(2)، فكذا هذا، يحققه أن الله تعالى قال: (قل المقلفين من الأغراب ستذعون إلى قوم أولي بأس شديد) [للفتح: 16] ، وقد دعوا إلى ذلك ومضى لأن المرلد منه: إما دعاء الصديق - رضى الله عنه - إلى قتال بنى حنيفة، وإما دعاء عمر - رضى الله عنه - إلى قتال أهل فارس، والأمران جميعا كانا، ونحن نقر الآن بلفظ الاستقبال ولا وجود له فيما يستقبل، فكان ذلك قبل اللوجود إخيارا عن وجوده فى المستقيل، ووقت وجوده كان إخبارا عن وجوده للحال، والآن يكون اخبارا أنه كان، فكذا هذا، والله الموفق.
(1) وكيف يحذه سبحاته للزمان أو المكان وهو الذى خلق الزمان والمكان؟!
(4) أى: سيوجد؛ لأن للفعل المضارع يفيد الاستقبال كما أنه يفيد الحال.
(3) الو أو سقطت سهوا من المفطوط فاثبتها.
(4) أى: عند للمعتزلة.
صفحة ٥٠