============================================================
التمهيد لى أصول الدين والنهى، ولم يكن ذلك محالا ولا سفها لما أن الأمر كان ليجب على من .
وجد وبلغ وقت وجوده وبلوغه لا للحال، وكذا النهى، فكذا هاهنا.
فأما فى الشاهد فإنما كان كذلك لأن الأمر الحاصل من الآدمى عرض لا بقاء له فلا يتصور الإيجاب وقت وجود الأمر لكون المأمور معدوما، ولا وقت وجود المأمور لعدم الأمر؛ لاستحالة بقائه، وفيما نحن فيه الأمر بخلافه؛ لوجوب بقاء كلام الله تعالى حتى إن فى الشاهد لو قال الآمر للناس: الذا ولد لى وكذ فامروه أن يحسن بعدى(1) إلى فلان من اقاربى، وآن يتصدق عنى أحيانا بسبعض ماله، ويذكرنى بدعواته الصالحة، وكمان ذلك حكمة ولم يكن سفها؛ لتصور وصول أمره الى المأمور وإن وجد بعد ذلك بمدة - فكذا هذا، وهو واضح بخمد الله تعالى.
ومنه (2) ما يزعمون أن الله تعالى أخبر عن أمور ماضية كقوله تعالى: وجاء إخوة يوسف} [يوسف:58]، وقوله: (فتما جهزلم بجهازهم ليوسف: 70]، وقوله تعالى: (وإذ قال إيراهيم) [ايراهيم:35]، ول{ وقال موسى} [للقصص: 37]، وغير ذلك ولمو كسان اخبازه عنها سابقا عليها لكان الإخبار قبل وجودها كذبا، فإن من قال: يوم الخميس جاعنى زيد" - ولم يكن جاءه قبل ذلك - كمان هذا الكلام منه كنبا وإن وجد المجىء بعد ذلك يوم الجمعة.
(1) فى للمخطوط (بده)، والصحيح (بدى) ولقا لسياق الكلام.
(2) أى: من كلام اللمعرلة.
صفحة ٤٩