============================================================
السهيد شح معالمر العدل والنوحيل ورابعها لعلهم اتخذوا تلك الأصنام قبلة كما أن المسلمين لما سجدوا إلى جانب الكعبة فليس المسجود له هو الكعبة بل هو الله تعالى، لكن الكعبة قبلة للصلاة، فلعلهم يتخذون الصنم قبلة لهم في صلاتهم.
وخامسها لعلهم كانوا يتقربون إليها على سبيل اليمن والتبرك لما اعتقدوا أنها بشكل الكواكب وصورها وأنه لا يحدث في العالم حادث إلا على قدر ما تجري عليه حركات الكواكب عن أمر الله تعالى، فتقربوا إليها وعظموها لذلك. فهذه الوجوه التي يمكن أن تحمل عليها عبادة العاقل للصنم.
فأما البله الناقصو العقول فلعل فيهم من يعتقد إلهيتها، ولكن لا عبرة بهم، وإنما العبرة بقول أهل الفطانة والأذكياء من كل طائفة.
فإذا عرفت ذلك فنقول: هذه التأويلات التي أوردناها عذرا لهم في عبادة الأصنام كلها خطا وضلالة.
أما اعتقادهم بكونها أحياء ناطقة فقد بطل لما أوردناه على الصابئة.
وأما اعتقادهم في الله تعالى الجسمية وأنها على صورته فسيأتي القول فيه.
وأما اتخاذهم إياها قبلة لصلاتهم وشفعا لهم وتبركا بها وتعظيما لها فهو باطل؛ لأنا نعلم قطعا إنكار صاحب الشريعة ذلك عليهم، ونعلم من دينه ضرورة تحريمه ومنعهم عن ذلك وزجرهم، فبطلت التأويلات وفسد ما توهموه من تعظيم الأصنام وعبادتها، والحمد لله رب العالمين.
صفحة ٨٥