============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والنوحيل الأول منهما قول من يقول: إن الموجود بكونه موجودا حال وإنه أمر زائد على ذاته، وإن الموجودات مشتركة في أمر معنوي وهو الوجود. وهذا هو قول أصحاب أبي هاشم، واحتجوا على ذلك بأمور خمسة: أولها أن الموجودات قد اشتركت في نفس الوجود وتباينت في حقائقها فيجب أن يكون ما وقع فيه الاشتراك مغايرا لما وقع فيه التباين، وإلا كانت قد اشتركت في أمر واحد وتباينت فيه، وهو محال.
وثانيها أنا نعقل ماهية العرض والجوهر مع الشك في وجودهما، فما شككنا فيه يجب أن يكون مغايرا لما تيقناه، فاذن وجوده غير ماهيته.
وثالثها أنا ندرك بالبديهة التفرقة بين قولنا الجوهر جوهر وبين قولنا الجوهر موجود، فلو كان قوله موجودا نفس كونه جوهرا لتنزل أحد القولين منزلة الآخر.
ورابعها أن الوجود أمر واحد يجمع الواجب والممكن حتى يصح التقسيم فيه ، فيقال: الموجود ينقسم إلى الواجب والممكن، فلو كان الوجود نفس الموجود لم يكن الوجود أمرا مشتركا، وحينئذ لا يصح التقسيم كما لا يصح أن يقال الحيوان ينقسم إلى إنسان وحجر؛ لأن مورد القسمة وأصلها لا بد أن يكون بحيث تجتمع فيه الأقسام.
وخامسها أن العدم شيء واحد فيجب أن يكون ما يقابله على المناقضة وهو الوجود أن يكون شيئا واحدا، وذلك لا يتأتى إلا أن يكون الوجود أمرا واحدا(1) تشترك فيه الموجودات، فثبت بهذه الوجوه أن الوجود زائد على ماهيات الأجسام والأعراض.
- في الأصل: أمر واحد.
صفحة ٧٤