============================================================
الشهيد شح معالم العدل والتوحيل منها بوقته المعين الذي حدث فيه دون الوقت الآخر لا بد له من مخصص، فما أجابوا به فهو بعينه جوابنا في العالم.
وأما ثانيا: فاختصاص حركة الفلك بحد معين من البطء والسرعة دون ما هو أزيد أو انقص منه يكون ترجيحا على ما يساويه من غير مرجح.
الشبهة الثانية: لو كان العالم محدثا لكان البارئ تعالى سابقا على حدوثه بمدة غير متناهية، فيكون حدوث العالم موقوفا على انقضاء تلك المدة غير المتناهية، وما يتوقف حصوله على انقضاء ما لا نهاية له استحال حصوله، فكان يجب استحالة حصول العالم، فلما حصل علمنا أنه لا يمكن أن يكون البارئ سابقا عليه بمدة غير متناهية فإذن إما أن يكون سابقا عليه بمدة متناهية فيلزم حدوث الباري، وهو محال، واما أن لا يكون سابقا عليه فيلزم قدمه.
والجواب من وجهين: أحدهما أنا وإن قلنا: إن البارئ تعالى سابق على حدوث العالم بمدة غير متناهية. فإن مرادنا بذلك أن يكون على سبيل الفرض والاعتبار دون التحقق والثبوت، والمحال الذي ذكرتم إنما يلزم إذا كانت أمورا ثابتة وجودية، فأما إذا كانت فرضية فلا.
ال وثانيهما: أنكم لما أثبم قدم العالم فقد وقفتم حدوث الحوادث اليومية على انقضاء حوادث غير متناهية، فما أجبتم فيها فهو جوابنا في كل العالم.
الشبهة الثالثة: لو كان العالم محدثا لاستحال من البارئ تعالى أن يقصد إلى إيجاده واحداثه إلا إذا كان عالما بأنه معدوم؛ لأنه لو لم يكن قد تقدم علمه بعدمه لاستحال منه
صفحة ٦٧