============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل الجواب الثاني: أنا إن سلمنا أنه لا بد من مرجح فذلك المرجح يحتمل وجوها ثلاثة: أولها جواب بعض الأشعرية وهو أن علم الله تعالى يتعلق بجميع الأشياء، فإذا كان علمه تعالى متعلقا بايجاد العالم في هذا الوقت دون غيره وجب وجوده فيه؛ لأن خلاف معلومه محال، وإذا كان كذلك كان هو تعالى عالما بأن أي الأشياء يقع وأيها لا يقع، فوقوع ما علم الله تعالى أنه لا يوجد محال، وعدم وقوع ما علم الله أنه يوجد محال.
وثانيها: جواب الخوارزمي وهو أن الله تعالى إنما رجح إيجاد العالم على ترك إيجاده لأن الايجاد إحسان، والإحسان أفضل من تركه، وأما تخصيصه بايجاد العالم بالوقت المعين فمن المحتمل أن يكون إيجاده العالم في ذلك الوقت متضمنا نوع مصلحة عائدة إلى المكلف لو أوجده في وقت آخر لم تحصل تلك المصلحة. وبهذا التقدير يكون إيجاد العالم في ذلك الوقت أولى من إيجاده في غيره، فلما دل الدليل على حدوث العالم ودل الدليل على اختصاص حدوثه بالوقت المعين دون ما عداه علمنا أنه لمكان اختصاص ذلك الوقت خصص ومرجح لا يوجد في غيره وهو المصلحة، وإن كنا لا نطلع على تفاصيل تلك المصلحة.
وثالثها جواب أبي القاسم(1)، وهو أن حدوث العالم قبل أن يحدثه الله تعالى فيه كان محالا، ولهذا لم يحدثه الله تعالى إلا فيه.
وأما المعارضة فبأمرين: أما أولا: فهب أنا سلمنا أن العالم قديم الذات بزعمكم، لكن لا شك في حدوث الأعراض الحاصلة في عالمنا هذا كحركة الريح وحركة الشمس، فاختصاص حدوث واحد 1 - هو أبو القاسم الكمبي
صفحة ٦٦