============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والنرحيل وأما في النفي فكاستد لالهم على أن النظر لا يولد العلم، بأن قالوا: أجمعنا على أن بذكر النظر لا يولد العلم، فيجب في نفس النظر ألا يكون مولدا له.
واعلم أن هذا النوع من الاستدلال ركيك جدا لا يصلح أن يكون حجة ولا لإفادة يقين وبيان ذلك أن للخصم أن يقول: أنا إنما اعترفت بالحكم في محل الوفاق لعلة غير ال موجودة في محل النزاع، فإن صحت لي تلك العلة بطل القياس لظهور الفارق، وإن بطلت تلك العلة منعت الحكم في محل الوفاق.
وعلى الجملة فهذه الحجة مترددة بين منع الحكم في الأصل وبين ظهور الفارق بينه وبين الفرع، وكل واحد منهما يبطل الحجة.
ال والنحقق هذا الكلام في الأمثلة التي أوردناها: فنقول: إنما منعنا من اقتدار العبد على الإعادة لأمر لا يوجد في الايجاد، وذلك لأن العبد لو قدر على الإعادة لكان اقتداره عليها إما بالقدرة التي كانت متعلقة بإيجاد ذلك الشيء أو بقدرة أخرى، فالأول باطل؛ لأن تلك القدرة لها بحسب كل وقت مقدور على فلو تعلقت في بعض الأوقات باعادة ما عدم وهي في ذلك الوقت متعلقة بايجاد مقدور آخر كانت القدرة الواحدة في الوقت الواحد في المحل الواحد على الوجه الواحد متعلقة بايجاد مقدورين، وذلك يقتضي تعلق القدرة بمقدورات لا نهاية لها؛ لأنه ليس عدد أولي من عدد، وذلك يقتضي بطلان التفاوت بين القادرين، وهو باطل.
صفحة ٤٢