============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والنوحيل وأيضا فان العالم يصح تقدم أحداثه على الوقت الذي حدث فيه بوقت واحد وبوقتين وثلاثة أوقات مع أنه لا يصح تقديم أحداثه على الوقت الذي حدث فيه بأوقات لا نهاية لها، فعلمنا أنه لا يلزم من صحة وجود ما يكون أزيد من الواحد صحة وجود ما لا نهاية الطريقة الخامسة وهي الطرد والعكس المفردان.
فهذه هي طريقة الأشعرية لأنهم يستدلون تارة بقياس العكس وتارة بقياس الطرد.
أما صورة قياس العكس فنذكر منه مثالين: أحدهما استد لالهم في خلق الأعمال بأن العبد لو كان قادرا على الإيجاد لكان قادرا على الإعادة، ولما لم يكن قادرا على الإعادة لم يكن قادرا على الايجاد، قياسا على البارى تعالى، فإنه لما كان قادرا على الإيجاد كان قادرا على الإعادة، ولما لم يكن العبد قادرا على الإعادة وجب أن لا يكون قادرا على الإيجاد: ال وثانيهما استدلالهم أيضا على أن الاستطاعة لا تتقدم الفعل، بأن قالوا: لو جاز تقدم القدرة في حقنا على المقدور بوقت واحد جاز تقدمها عليه بأوقات كثيرة، قياسا على قادرية الله تعالى. فإنها لما تقدمت الفعل بوقت واحد جاز تقدمها عليه بأوقات، ولما لم يجز تقدم قدرة العبد على الفعل بأوقات لم يجز تقدمها عليه بوقت واحد.
اال و أاما صورة قياس الطرد. فتارة تكون في الإثبات وتارة تكون في النفي: أما الاثبات فكاستد لالهم على أن الله تعالى عالم بعلم، بأن قالوا: أجمعنا على أن الله تعالى مريد بإرادة فيجب أن يكون عالما بعلم.
صفحة ٤١