تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل
محقق
عماد الدين أحمد حيدر
الناشر
مؤسسة الكتب الثقافية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م
مكان النشر
لبنان
أَهِي شخاص لأنفسها أم لجوهر يجمعها فَإِن قَالُوا لأنفسها تركُوا قَوْلهم وَإِن قَالُوا لجوهر جَامع لَهَا أبطلوا التَّثْلِيث
وَقَالَ بَعضهم معنى الأقانيم أَنَّهَا خَواص فَقَط فَيُقَال لَهُم أَهِي خَواص لأنفسها أم لجوهر جَامع لَهَا هِيَ خَواص لَهُ
ويكلمون فِي ذَلِك بِمَا كلما بِهِ من زعم أَنَّهَا أشخاص وصفات وَلَا جَوَاب لَهُم عَن ذَلِك
مَسْأَلَة أُخْرَى عَلَيْهِم فِي الأقانيم
وَيُقَال لَهُم إِذا كَانَت الأقانيم جوهرا وَاحِدًا وَكَانَ الْأَب جوهره جَوْهَر الابْن وجوهر الرّوح من جوهرهما فَلم كَانَ الابْن وَالروح بِأَن يَكُونَا ابْنا وروحا خاصين للْأَب أولى من أَن يكون كل وَاحِد مِنْهُمَا أَبَا وَأَن يكون الْأَب خَاصّا لَهما إِذا كَانَ الرّوح وَالِابْن جوهرين لأنفسهما وَكَانَ جوهرهما من جَوْهَر الْأَب وَكَانَ الْأَب جوهرا لنَفسِهِ وَكَانَ قَدِيما لنَفسِهِ وَكَانَا أَيْضا قديمين لأنفسهما وَلم يكن الْأَب قبل الأقانيم والخواص وَلَا أسبق فِي الْوُجُود وَلَا الْخَواص أسبق مِنْهُ فَمَا الَّذِي جعله بِأَن يكون أَبَا لَهما أولى من أَن يكون كل وَاحِد مِنْهُمَا أَبَا لما جعلتموه أَبَا لَهُ وَأَن يكون الْأَب خَاصّا فَلَا يَجدونَ إِلَى تَصْحِيح تحكمهم سَبِيلا
الْكَلَام عَلَيْهِم فِي معنى الِاتِّحَاد
وَقد اخْتلفت عباراتهم عَن معنى الِاتِّحَاد فَقَالَ مِنْهُم معنى الِاتِّحَاد أَن الْكَلِمَة الَّتِي هِيَ الابْن حلت جَسَد الْمَسِيح عَلَيْهِ
1 / 107