تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل
محقق
عماد الدين أحمد حيدر
الناشر
مؤسسة الكتب الثقافية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م
مكان النشر
لبنان
الْعشْرَة وَالْبَيْت من القصيدة وَالْآيَة من السُّورَة فَمَا أنكرتم من مثل ذَلِك فِي الْجَوْهَر والأقانيم قيل لَهُم إِنَّمَا لم يجز إِطْلَاق الْخلاف والوفاق فِيمَا ذكرْتُمْ لِأَن قَوْلنَا إِنْسَان وَاقع على الْجُمْلَة الَّتِي مِنْهَا الْيَد وَكَذَلِكَ الْعشْرَة وَالْوَاحد مِنْهَا وَالْبَيْت من القصيدة وَالْآيَة من السُّورَة وَمن الْمحَال أَن يكون الشَّيْء مثل نَفسه أَو غَيره أَو خلاف نَفسه وَقَوْلنَا جَوْهَر لَيْسَ بواقع عنْدكُمْ على الْجَوْهَر والأقانيم الَّتِي هِيَ خواصه وَلَا من أَسمَاء الْجمل فَسقط مَا سَأَلْتُم عَنهُ
ذكر اخْتلَافهمْ فِي معنى الأقانيم
زعم قوم مِنْهُم أَن معنى الأقانيم الَّتِي هِيَ الْخَواص أَنَّهَا صِفَات للجوهر فَيُقَال لَهُم إِذا اسْتَحَالَ أَن تكون أقانيم وخواص لأنفسها وَإِنَّمَا تكون صِفَات وأقانيم لشَيْء آخر هُوَ غَيرهَا وَلَا يُقَال إِنَّه هِيَ فَهَذَا يُوجب إِثْبَات أَرْبَعَة معَان مِنْهَا جَوْهَر وَثَلَاث خَواص لَهُ وَهَذَا ترك التَّثْلِيث وَإِن قَالُوا هِيَ خَواص لأنفسها وأقانيم لأنفسها قيل لَهُم فَيجب أَن يكون الابْن ابْن نَفسه وَالروح روح نَفسه وَالصّفة صفة نَفسهَا وَهَذَا جهل عَظِيم وَيجب بطلَان مَا هِيَ خَواص لَهُ ونفيه وَألا يكون هُنَاكَ مَخْصُوصًا بِهَذِهِ الْخَواص وَهَذَا إبِْطَال للجوهر
وَزعم قوم مِنْهُم أَن معنى الأقانيم والخواص أَنَّهَا أشخاص فَيُقَال لَهُم
1 / 106