وقد بسط الشيخ الكلام في هذا الموضوع بسطا طويلا ومقصوده توحيد الله سبحانه وطلب الحوائج منه والذب عن حومة الإخلاص وأن لا يسأل إلا الله
ثم قال والمقصود هنا أن المعترض المحتج لم يحرر أدلته تحريرا ينفي عنها الإجمال والالتباس حتى يتبين ما فيها من الضلال والإضلال لجميع الناس بل قال لم يزل الناس يفهمون معنى الاستغاثة بالشخص قديما وحديثا وأنه يصح إسنادها إلى المخلوقين وهذا كلام صحيح لكن يقال له لم يزل الناس يفهمون أنها طلب من المستغاث به أو طلب من غيره به والثاني لا سبيل إليه والأول لم ينازع فيه أحد إذا طلب من المستغاث ما شرع طلبه منه مما يقدر عليه إذ لا يقدر أحد على الأشياء كلها إلا الله وحده والمخلوق له حال يخصه ويليق به
ثم قال الشيخ فإن هنا أربعة معاني
أحدها أن يسأل الله تفريج الكربة بالمتوسل به ولا يسأل المتوسل به شيئا كما يفعله كثير ممن يتوسل بالأموات
صفحة ١٠٨