و أما ما يرويه كثير من الجهال و الاتحادية و غيرهم من أنه قال كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين و آدم لا ماء و لا طين فهذا مما لا أصل له لا من نقل ولا من عقل فإن أحدا من المحدثين لم يذكره و معناه باطل فإن آدم عليه السلام لم يكن بين الماء و الطين قط فإن الطين ماء و تراب و إنما كان بين الروح و الجسد
ثم هؤلاء الضلال يتوهمون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حينئذ موجودا و أن ذاته خلقت قبل الذوات و يستشهدون على ذلك بأحاديث مفتراه مثل حديث فيه أنه كان نورا حول العرش فقال يا جبريل أنا كنت ذلك النور و يدعي أحدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحفظ القرآن قبل أن يأتيه به جبريل
و المقصود هنا أن الله سبحانه و تعالى كتبه نبيا بعد خلق آدم قبل نفخ الروح فيه
صفحة ٦٦