المقالة الثالثة
غرضه فى هذه المقالة الفحص عن اسباب طول العمر وقصره. فنقول انه من المسلم ان هاهنا اسبابا طبيعية هى السبب فى هذين العرضين. فان جميع ما ينسب الى الحيوان من الكون والفساد والنشىء والنشء والاضمحلال والنوم واليقظة. وبالجملة ما يلحقه من التغير انما ينسب الى الكيفيات الاربع، اعنى الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، لا الى كم ولا الى غير ذلك من الكيفيات، مثل الثقل والخفة والسواد والبياض والخشونة والملاسة، الا ان ينسب ذلك بالعرض. وذلك شىء قد تبين فى كتاب الكون والفساد. واذا تقرر هذا، فطول العمر وقصره ليس منسوبا الى شىء الا الى هذه الكيفيات الاربع، وهى الفاعلة لهذين العرضين فى الحيوان والنبات.
صفحة ٩٣