واما لما كانت الرؤيا، فلموضع العناية التامة بالانسان. وذلك ان الانسان لما كان قاصر المعرفة والادراك فى القوة العقلية الفكرية التى بها يدرك حدوث الامور النافعة والضارة فى المستقبل، ليستعد لشى ويتاهب له ويبشر ايضا بوقوع الجيد ويعمل على وقوعه، ارفدت هذه القوة بهذا الانذار الشريف والادراك الروحانى، ولذلك قيل انه جزء من كذا وكذا من النبوءة. وذلك بين فى الرؤيا التى رأها الملك وسال عنها يوسف عليه السلام، فانه عند ما عبر عنه يوسف عليه السلام، اشار ان يستعدوا لما دلت عليه الرؤيا من الجدب، بان يذروا فى سنين الخصبة الحب فى سنبله ليلا نفسد ويبقى الى وقت [الى] سنين الجدبة.
صفحة ٨٥