فاما آلة القوة المبصرة فهى العين. ويخص هذه الآلة ان الغالب على تركيبها انما هو الماء، الذى هو الجسم الصقيل الشفاف. وانما كانت آلتها بهذه الصفة ليرتسم فيها صور محسوساتها، كما ترتسم الصورة فى المرآة. ولذلك كان الجزء الجليدى منها فى غاية الصفاء والبياض . وضرورة هذه الآلة فى ادراك هذه القوة بين بنفسه. وانما تفعل هذه الآلة فعلها اذا كانت على مزاجها الطبيعى دون ان يرد عليه شىء يكدرها ويحركها. ولذلك من هاج غضبه واحمرت عيناه وصعدت الحرارة الى راسه رأسه ، فسد نظره. وربما راى رأى الشىء الواحد شيئان لمكان الحركة التى تعرض للروح الباصر فى حال الغضب. وذلك ان الجزء القابل لصورة من العين المتحركة يوجب ان يرى الصورة صورتين. وذلك انه اذا انتقل ذلك الجزء وخلفه جزء اخر، ارتسمت الصورة فى الجزء الثانى، واثرها بعد لم يمتح من الجزء الاول. فتظهر الصورة الواحدة هنالك صورتين. مثل ما تظهر صورة الشمس الواقعة على الماء الجارى صورتين.
صفحة ٦