فهاهنا ثلاثة افمال لثلاث قوى، الاثنتان منها تاتيان بالشيئين البسيطين الذين تركبت الصور المركبة منهما، الذين احدهما خيال الشىء والثانى معنى خيال الشىء، والقوة الثالثة تركب ذينك المعنيين احدهما الى الاخر. وذلك ان فى الصورة المتخيلة شيئا يتنزل منزلة الموضوع، وهى التخطيط والشكل، وشيئا يتنزل منزلة الصورة وهى معنى ذلك الشكل. وذلك ان الشخص خارج النفس، لما كان مركبا، عرض له ان يكون فى النفس على نحو ذلك، وان يكون قبول الجزئين الذين منهما تركب لقوتين مختلفتين، وان يكون تركيبهما لقوة ثالثة. فقد تبين من هذا القول ان هاهنا ثلاث قوى، قوة محضرة لخيال الشىء، وقوة محضرة لمعنى ذلك الخيال. وقوة مركبة ذلك المعنى الى خياله. ولذلك انما يتم التذكر بتعاون هذه القوى الثلاث، واحضار كل واحدة منها ما يخصها.
صفحة ٤٠