التكملة والاتمام لكتاب التعريف والاعلام فيما أبهم من القرآن

ابن العسكر ت. 636 هجري
139

التكملة والاتمام لكتاب التعريف والاعلام فيما أبهم من القرآن

تصانيف

الآية الثالثة عشر

قوله تعالى: *وبنات عمك وبنات عماتك

وبنات خالك وبنات خالاتك} الآية(1)

لم يفرد العم والخال فى هذه الآية إشارة إلى أنه واحد بعينه، وإنما يريد أعمامه وأخواله؛ لأن الله تعالى أحل لرسول الله ة من بنات أعمامه وعماته وأخواله وخالاته المهاجرات معه دون من لم يهاجر . روى ذلك عن أم هانئ قالت : خطبنى رسول الله ، فاعتذرت إليه فعذرنى، ثم أنزل الله تعالى: *إنا أحللنا لك أزواجك} الآية. قال : فلم أحل له؛ لأنى لم أهاجر معه، ولفائدة التقييد بالهجرة أعاد هنا ذكر بنات العم وبنات العمات وبسنات الحخال وبنات الخالات، وإن كن داخلات تحت عموم قوله تعالى عند ذكر المحرمات من النساء {وأحل لكم ماوراء ذلكم} وكان إفراد العم والخال وجمع العمات والخالات فى الآية، وإن كان معنى الكل الجمع؛ لأن لفظ العم والخال لما كان يعطي مفردا معني الجنس استغنى فيه عن الجمع تخفيفا للفظ ، ولفظ العمة والخالة وإن كان يعطي معنى الجنس ففيه الهاء وهي تؤذن بالتحديد والإفراد ، فوجب الجمع لذلك، ألا ترى أن المصدر إذا كان بغيرها لم يجمع وإذا جدد بالهاء جمع ذكره، شيخنا أبو علي رضى الله عنه .

فإذا صح هذا وجب أن نذكر أعمامه عليه الصلاة والسلام وعماته وبناتهم؛ لأنهم معينون معروفون، وأما أخواله وخالاته فغير معينين فانه يرد إخوة أمه ولا أخواتها؛ لأن آمنة بنت وهب أم رسول اللهل لم يكن لها أخ ولا أخت، فإذا لم يكن له عليه السلام خال ولا خالة فالمراد بذكر الخال والخالة عشيرة أمه؛ لأن بنى زهرة يقولون : نحن أخوال النبى لأن أمه منهم فأما أعمامه عليه السلام منهم الزبير وأبو طالب واسمه عبد مناف والعباس وضرار وحمزة والمقوم وأبو لهب واسمه عبد العزى والحارث والغيداق واسمه حجل ، ويقال : وفل .

صفحة ١٥٥