وإنما الأمى منسوب إلى الأم، كأنه لم يزل على جهله بالذي كان عليه إذا كان في حجرها، ولم يتعلم القراءة ولم يطالع الكتب .
وقد ذكر الشيخ في سورة الأعراف والله أعلم .
الآية الثانية عشرة
قوله تعالى: *( وما أنزل على الملكين }(1،
قرئ بفتح اللام ، وعليه الأكثر، والمراد بهما هاروت وماروت، وقيل : جبريل، وميكائيل ، وقرأ الحسن بكسرها، ويكون المراد بها على هذا في قول بعض المفسرين : داود وسليمان عليهما السلام .
فعلى القراءة الأولى والتأويل الأول ، يكون هارون وماروت في الآية عطف بيان على الملكين أو بدلا، وعلى القراءة الثانية والتأويل الثانى يكون على إعراب آخر، قال أبو محمد بن عطية فى تفسيره(2) : فيكون هاروت وماروت على قراءة الكسر بدلا من الشياطين في قوله { ولكن الشياطين كفروا} ، ويكون الجمع في يعلمون والمراد به التثنية، أو على أنهما وأتباعهما يعلمون وهذا عندى فيه نظر لأنه إذا كان هاروت وماروت بدلا من الشياطين فقد أخبر عنهما بالكفر وقد قال تعالى بعد ذلك : {وما يعلمان من احد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ) فنهيهم عن الكفر يدل على خروجهم منه ، والأظهر والله أعلم أن يكونا منصوبين على إضمار فعل ، كأنه قال : واذكر هاروت وماروت، ثم استأنف الكلام عنهما، فقال : {وما يعلمان من أحد } . والله أعلم .
ويحتمل أن يكونا بدلا من بابل على حذف مضاف، كأنه قال : ببابل موضع هاروت وماروت، وأن يكونا بدلا من السحر في قوله: {يعلمون الناس السحر} أي سحر هاروت وماروت، ثم حذف، ويحتمل أن يكون الملكان بالكسر هما الملكان بالفتح وسماهما ملكين لأنهما أنزلا إلى الأرض ليحكما بين الناس ، والكلام في هذه الآية يتسع وقد جمعته في غير هذا والححمد لله .
صفحة ٢٧