بدينهم، وآووا إلى الكهف وضرب الله على آذانهم، كان فى بيت الملك رجلان مؤمنان، اسم أحدهما بندروس والآخر روناس كتبا أسماءهم وقصتهم وأنسابهم في لوحين من رصاص، ووضعاها في تابوت من نحاس، ثم جعلاه على فم الغار فى البنيان.
وقالا : لعل الله أن يظهر عليهم قوما مؤمنين قبل يوم القيامة فتعلم أخبارهم، وذكر أن قصتهم كانت قبل غلبة الروم على يونان. قال المؤلف رضي الله عنه : وقد اختلف فيهم متى كانوا ؟ فروى بعض الناس أنهم كانوا قبل عيسى بن مريم عليه السلام، وأن عيسى أخبر قومه خبرهم، وأن بعثهم من نومهم كان بعد رفع عيسى عليه السلام في الفترة بينه وبين محمد وإلى هذا ذهب ابن قتيبة في كتاب المعارف.
ورى بعض الناس أن أمرهم كان بعد عيسى عليه السلام، وأنهم كانوا على دين عيسى بن مريم عليه السلام وأن سبب إيمانهم أن حواريا من حواري عيسى عليه السلام أراد أن يدخل مدينتهم فقيل له : إن على بابها صنما لا يدخلها أحد إلا سجد له، فامتنع من دخولها وأتى حماما كان قريبا من تلك المدينة فواجر نفسه فيه فكان يعمل فيه ، فتعلق فيه فتية من أهل المدينة فجعل يخبرهم خبر السماء وخبر الآخرة حتى آمنوا به وصدقوه، ثم هرب الحواري بسبب ابن الملك أراد دخول الحمام بامرأة فنهاه الحواري فانتهره ، فلما دخل مع المرأة ماتا فى الحمام فطلبه الملك.
وقيل له : إنه قد قتل ابنك فهرب، ثم قال الملك : من كان يصحبه؟ فسموا الفتية؛ فهربوا إلى الكهف.
وقيل : في سبب إيمانهم وخروجهم غير ذلك، والله أعلم.
قال الطبري والذي عليه أكثر العلماء أنهم كانوا بعد المسيح عليه السلام، ولم يختلف أحد أنهم كانوا فى أيام ملوك الطوائف. والله أعلم.
وقد روى أنهم يبعثون في أيام عيسى بن مريم عليه السلام إذا نزل ويحجون البيت، حكاه ابن أبي خيثمة في كتاب البدء له، والله أعلم.
صفحة ١٢٣