٢٧- موضع آخر:
قال يوحنا الإنجيلي: "قال يسوع: أنا هو الراعي الصالح وأنا عارف برعيتي / (١/١٠٨/ب) وهي تعرفني"١، وأكذبه متى قال: "قال المعمداني حين رأى يسوع: هذا خروف الله"، وقال مرة أخرى: "هذا حمل الله"٢.
فمتى يجعل المسيح خروفًا، ويوحنا يقول: لا ولكنه [راعٍ] ٣ للخروف، في الله العجب، هلاّ قال المعمداني حين رأى المسيح: هذا هو الله أو هذا ابن الله أو هذا مسكن الله.
والنصارى تقول: "إن المعمداني إنما جاء شاهدًا للمسيح، والمسيح يقول في إنجيله: "لم تقم النساء عن رجل أفضل من المعمداني هذا"٤. فكيف يجوز من مثل المعمداني أن يسمى المسيح خروفًا أو حملًا، ويثبت له مالكًا هو الله تعالى؟!، أو تدعي النصارى أنها أعرف بالله من نبيّه يحيى بن زكريا وأعلم بها بما يجب له!! فكيف استجازوا خلافه وسلكوا في المسيح مذهبًا غير مذهبه وطريقًا سوى طريقه فقالوا تارة: المسيح هو الله، وأخرى قالوا: هو بيت الله ومسكنه؟!.
وقالوا في شريعة إيمانهم: "المسيح إله حقّ بيده أتقنت العوالم وخلق كلّ شيء". وقالوا في صلواتهم: "يا ربنا المسيح لا تُضيِّع من خلقت بيدك"، وهذا كله بخلاف قول / (١/١٠٩/أ) المسيح في نفسه، وبخلاف شهادة يوحنا له؛ لأن يوحنا شهد أن المسيح عبدُ الله، وأن الله مالكه. وقال حين رآه: "هذا الذي قلت لكم إنه يأتي بعدي وأنه أقوى مني وأني لا أستحق أن أحل معقد خفّه". وهذا يدل على
١ يوحنا ١٠/١٤.
٢ لم يرد وصف المسيح بأنه: "حمل الله"، في إنجيل متى، بل ورد في إنجيل يوحنا ١/٢٩، ٣٦، وأما وصفه بأنه (خروف ...) فقد ورد في رؤيا يوحنا ١٥/٣. (ر: قاموس الكتاب ص ٨٨٦) .
٣ في ص (راعيًا) والصواب ما أثبته.
٤ متى ١١/١١.