التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
تصانيف
والمنافقون قيل مشركون؛ لمخالفة أقوالهم لاعتقادهم، وقيل: لا، ولامؤمنون، ولكنهم كافرون ومنافقون وضالون وفاسقون لمخالفة أقوالهم لأفعالهم وهو الأشبه. ومنشأ الخلاف: اختلاف الصحابة في المتخلفين؛ فقال بعضهم: القوم على ما أنتم عليه(104) وهم إخواننا، وإنما ثقل عليهم أمر الهجرة والخروج من الوطن فهم مؤمنون. وقال آخرون: مشركون، لتخلفهم عنها، وقعودهم بين ظهراني مشركين؛ فأنزل الله فيهم: {فما لكم في المنافقين فئتين} (سورة النساء: 88) فرد على الفريقين؛ فهو منزلة بين المنزلتين. وأدلة إثبات النفاق في الأفعال كثيرة.
الباب الثاني والعشرون
في الجائز من الكلام والدعاء
وقد أمر الله به وضمن فيه الإجابة(105) إذا وقع على وجه مرغب فيه غير محظور، لأن غير الجائز لا يقع فيه ضمان بإجابته، إذ ليس من الحكمة أن يقول لعباده: سلوني ما لا يصح أن أجيبكم إليه، ويدل على ذلك أيضا ما يعرف من مسألة العبد ربه الرحمة والعفو والغفران، عند حادث يحدث به لا يؤمن أن يكون عقابا نزل به.
وعند توبته من ذنب سلف منه، فإن الدعاء في مثل هذا واجب لا يترك، وهذه حالة من عرف نفسه بالضعف والعجز، وعرف ربه بالقدرة والقهر.
واختلف في الدعاء فقيل: واجب أن يدعو الإنسان، ويكون سؤاله مفيدا في العقل والضمير بشريطة حكم الله فيه، وما هو أعلم به من حق تدبيره، لئلا يقع دعاؤه موقع الاعتراض على ربه والحكم عليه، لأن العبد مربوب لا يحكم له على مولاه فيما هو أملك به وأعلم بوجهه منه.
صفحة ٦٨