بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نستعينه و نستغفره، و نصلي و نسلم على نبيه و رسوله خاتم الأنبياء و المرسلين و على آله الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
فلقد تميزت مدرسة أهل البيت عليهم السلام بظاهرة الإبداع في تفعيل حركة الفكر الإسلامي و بعثه على مستوى التفاعل و التلاقح العلمي في ضوء مواجهة الواقع العملي الذي ينبغي للحكم الشرعي أن ينفذ في مجرياته.
لذلك فقد امتدت مدرسة علومهم عليهم السلام عبر التاريخ إلى مستوى تربية الجيل الصالح من صحابتهم و تلاميذهم بغية الإفادة للتمهيد في تحديد أحكام الشريعة أمام الموقف العملي الذي برزت فيه ضرورة ممارسة العملية الاجتهادية استنادا إلى واقع تبعية الإنسان للشريعة، حيث إن مسألة الابتعاد عن زمن النصوص و ملاحقة عامل الزمن و التطورات المتتالية في بناء كيان الإنسان و المجتمع و ما يستجد و يستحدث من مسائل الشريعة كانت العامل الرئيسي وراء هذا الموقف.
و السر في عظمة مدرسة الاجتهاد عند الشيعة هو ما تمثله من انعكاس واقع الإسلام من خلالها باعتمادها منهج الأئمة الطاهرين عليهم السلام بتوجيه أتباعهم إلى حفظ كرامة الشريعة و حصانتها، و ذلك بالتخصص في علوم الشريعة و معرفة أحكام الحلال و الحرام و إمعانهم النظر في تصويب الآراء و إصدار الأحكام.
و حين تقوم الدعوة اليوم إلى إحياء الفقه الإسلامي و تطبيق أحكام الشريعة
صفحة غير معروفة