/ص25/ فكان هذا من أعظم المعجزات، وأكبر الآيات البينات، لأن هذا ليس من فعل البشر، وهو خارق للعادة بعيد عن مستقر الطبيعة، واقترن به التحدي ودعوى الرسالة، ووجدت فيه سائر صفات المعجزه وكان من معجزاته وبدائع أياته_ صلى الله عليه وسلم_ وشرف وكرم. فهذا وجه تعلق المعجز، كونه صلى الله عليه وسلم أميا ولذلك قال (العنكبوت_ 48) فلم يكن_ صلى الله عليه وسلم_ أوحي إليه يتلو كتابا ولا يخطه بيمينه، ثم تلا بعد ذلك أفضل الكتب وهو القرآن، من غير تعليم (¬2) وكان ذلك من أياته. ولم تخرجه تلاوته له بعد أن لم يتل كتابا قبل نبوته عن أن يكون من معجزاته، فإن كان كتب بعد أن لم يكتب قبل نبوته، فإن ذلك أيضا لا يؤثر في شيء من معجزاته (¬1) ولا يرد آية من آياته ولا يغير شيئا مما جاء به.
/ص26/ الباب الثالث
"في أيراد الحديث المذكور واختلاف الرواة فيه"
صفحة ١٧