قال: وقال سليمان بن نعيم: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله هؤلاء الذين يأتونك ويسلمون عليك أتفقه منهم؟ قال: نعم وأرد عليهم، قال: وكان صلى الله عليه وآله وسلم يعلمهم أن يقولوا إذا دخلوا المقابر: ((السلام عليكم أهل الديار...)) الحديث، قال: وهذا يدل على أن الميت يعرف سلام من يسلم عليه ودعاء من يدعو له.
قال أبو محمد: ويذكر عن الفضل بن الموفق قال: كنت آتي قبر أبي المرة بعد المرة فأكثر من ذلك فشهدت يوما جنازة في المقبرة التي دفن فيها فتعجلت لحاجتي ولم آته، فلما كان من الليل رأيته في المنام فقال لي: يا بني لم لا تأتيني؟ فقلت: يا أبتي وإنك لتعلم بي إذا أتيتك؟ فقال: إي والله يا بني لا أزال أطلع عليك حين تطلع من القنطرة، حتى تصل إلي وتقعد عندي ثم تقوم فلا أزال أنظر إليك حتى تجوز القنطرة، قال ابن أبي الدنيا: حدثني إبراهيم بن بشار الكوفي، قال: حدثني الفضل بن الموفق ...فذكر القصة.
وصح عن عمرو بن دينار أنه قال: ما من ميت يموت إلا وهو يعلم ما يكون في أهله بعده وإنهم ليغسلونه ويكفنونه وإنه لينظر إليهم، وصح عن مجاهد أنه قال: إن الرجل ليبشر في قبره بصلاح ولده من بعده.
وقال النووي رحمه الله في شرح المهذب: يستحب لزائر القبور أن يقرأ ما تيسر من القرآن ويدعو لهم عقبها، نص عليه الشافعي واتفق عليه الأصحاب ، وزاد في موضع آخر وإن ختموا القرآن على القبر كان أفضل. اه.
وقال ابن مفلح في الفروع: لا تكره القراءة على القبر وفي المقبرة، نص عليه واختاره أبو بكر، والقاضي، وجماعة، وهو المذهب .. إلى أن قال: وفي شرح مسلم: أن العلماء استحبوا القراءة عند القبر لخبر الجريدة لأنه إذا رجا التخفيف لتسبيحها فالقراءة أولى.
وقال الشيخ الإمام أبو محمد بن قدامة المقدسي في آخر كتاب الجنائز من مغنيه ما نصه:
صفحة ٣٧