============================================================
البقيرة:185/2] فوصف مناة بالأخرى لما جانست اللات والعزى، ووصف الأيام بالأخر لكونها من جنس الشهر، والأمة ليست من جنس العبذ لكونها مؤتثة وهو مذكر، فلم يجز لذلك أن تتصف بأخرى، كما لا يقال: جاءت هند ورجل آخر (1).
أصر يقولون لمركز الضرائب: المأصر؛ بفتح الصاد والصواب كسرها (2) ؛ لأن معناه الموضع الحابس للمار عليه العاطف للمجتاز به، ومنه اشتقاق أواصر القرابة والعهد لا لانها تعطف على ما يجب رعايته من الرحم والمودة (3) .
برر يقولون للمأمور بالبر والشم: بر والدك بكسر الباء، وشم بضم الشين، والصواب أن يفتحا جميعا لأنهما مفتوحان في قولك: يبرويشم، وعقد هذا الباب أن حركة أول فعل الأمر من جنس حركة ثاني الفعل المضارع إذا كان متحركا، فتفتح الباء في قولك: بر أباك؛ لانفتاحها في قولك يبر، وتضم الميم في قولك: مد الحبل؛ انضمامها في قولك: يمد، وتكسر الخاء في قولك: خفت في العمل؛ لانكسارها في قولك يخف. وإنما اعتبر بحركة ثانيه دون أوله لأن أوله زائد والزائد لا اعتبار به، الهم إلا أن يسكن ثاني الفعل المضارع كالضاد من يضرب والسين من يستخرج، فجلب همزهة الوصل لفعل الأمر المصوغ منه ليمكن افتتاح النطق به، كقولك: اضرب، استخرج. وهذا الحكم مطرد في جميع أمثلة الأمر المصوغة من الأفعال الضارعة، وإنما صيغ مثال الأمر من الفعل المضارع دون الماضي لتماثلهما في الدلالة على الزمان المستقبل، وأما جنس حركة آخر الفعل المضعف في الأمر والجزم كبيت (1) الدرة (و) ص 75، والدرة (ض) 165، والدرة (5) 123-124: وتصحيح التصحيف 69- 70، والمسألة بالتفصيل في شرح الخقاجي 450 - 453 وفيه أن هذاما قاله كثير من النحاة وأهل اللغة، وإن خالف ه بان (2) في تصحيح التصحيف 459 كتب (الماصر) بدون همز (3) الدرة (و) ص 71، والدرة (ض) 156، والدرة (ك) 117، وتصحيح التصحيف 459، والتكملة للجواليقي 896، وفي حواشي ابن بري 788، وشرح الخفاجي 433 عن الصحاح والقاموس أنها بفتح الصاد وكسرها، انظر: الصحاح للجوهري (أصر) 579/2. .
10
صفحة ١٠٨