تحبير المختصر وهو الشرح الوسط لبهرام على مختصر خليل

أبو البقاء تاج الدين، بهرام بن عبد الله الدميري الدمياطي ت. 805 هجري
65

تحبير المختصر وهو الشرح الوسط لبهرام على مختصر خليل

محقق

د. أحمد بن عبد الكريم نجيب - د. حافظ بن عبد الرحمن خير

الناشر

مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

تصانيف

السادسة: استعمل المصنف ﵀ قوله: (لسائر)، وقصد به لجميع الأمم؛ أي من زمان بعثته - وعمرُهُ ﷺ أربعون سنة على المختار من الأقوال - إلى يوم القيامة؛ لقوله تعالى: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: ١٥٨]، وقال في "بُعِثْتُ لِلأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ" (١)، ويحتمل أن يريد: لبقية الأمم؛ لأنَّ هؤلاء بالنسبة إلى من مضى من الأمم قبلنا بقية، وقد روى العمري بإسناده عن أبي سعيد الخدري ﵁، قال: "قَامَ فِينَا رَسُول اللهِ ﷺ يَومًا بَعْدَ العَصْرِ، فَما ترَكَ شَيْئًا إِلَى يَومِ القِيَامَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ - ثم قال في آخره - وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةِ تُوَفِّي سَبْعِينَ أُمَّةِ هِي آخِرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ ﷿" (٢). وبالله تعالى التوفيق، وله الحمد. قوله: (صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأمته أفضل الأمم) اختلف الناسُ في الذين يدخلون في الصلاةِ، والمرادُ بالآل: أهله الأدْنَوْن، ولهذا قال: (وأصحابه) ﷺ، والأصل في (آل): الأهل، فأُبدِلَتِ الهاء همزة، ثم أُبدلت الهمزة ألفًا، ثم خصصه أكثر العرب (٣) بالإضافة (٤) إلى ما هو (٥) معظم، كما قال مولانا ﷺ: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ" (٦) وقد عُرِفَ أن

(١) أخرجه مسلم: ١/ ٣٧٠، في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، برقم: ٥٢١، بلفظ: "وبعثت إلى كل أحمر وأسود". (٢) حسن، أخرجه الزمذي: ٥/ ٢٢٦، في تفسير سورة آل عمران عند قوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾، من كتاب التفسير، برقم: ٣٠٠١، وقال: حديث حسن، وابن ماجه: ٢/ ١٤٣٣، في باب صفة أمة محمد ﷺ، من كتاب الزهد، برقم: ٤٢٨٧، فقتصرين على آخره، وأحمد: ٣/ ٦١، في مسند أبي سعيد الخدري، برقم: ١١٦٠٤، واللفظ له. (٣) ههنا بدأت النسخة المرموز لها بالرمز (ن)، والتي يحفظ أصلها في مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث بإيرلندا. (٤) من هنا تبدأ النسخة (ن). (٥) قوله: (ما هو) يقابله في (ن): (ظاهر). (٦) متفق عليه، أخرجه البخاري: ٤/ ١٨٠٢، في تفسير سورة الأحزاب، من كتاب التفسير، برقم: ٤٥١٩، ومسلم: ١/ ٣٠٥، في باب الصلاة على النبي ﷺ بعد الشهد، من كتاب الصلاة، برقم: ٤٠٥، ومالك: ١/ ١٦٥، في باب ما جاء في الصلاة على النبي ﷺ، من كتاب قصر الصلاة في السفر، برقم: ٣٩٦، والحديث بتمامه: عن كعب بن عجرة ﵁ قيل: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة؟ قال: "قولوا اللَّهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم =

1 / 67