============================================================
أحمده على جميع فضله الطويل المديد الوافر الكامل، وأعتمد على كرمه اعتماد عبد تأنضى إلى بابه الرواحل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، إله لاينقص خزاين ملكه العطاء ولاتيرمه المسائل ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله انتخبه من أشرف الفبائل، وزينه بأكمل الفضائل، وجعل اتباعه من أشرف الوسائل ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه بالغدو والآصال.
فى قوله عز وجل : ( إ تما المؤمثون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آيانه زادهم إيمانا وعلى ربهم بتوكلون) الايمان : التصديق . فالمؤمن من صدق بأن الله تعالى هو الإله الحق الأول الآخر ، الظاهر الباطن ، القدوس الصمد الواحد الأحد، الحى العليم القدير المدبر السميع البصير، المتكلم بكلام قديم يجل عن التحديد، الملك الفعال لما يريد. وأن الله تعالى أنزل الكتب وأرسل الرسل: وأنه يحيى المونى ، وأن جميع ما جاء به الرسول حق. فهذا أصل الإيمان، والافرار به فرض مع الإمكان، وثمراته الخوف من وعيد الله تعالى، ورجاء وعد الله تعالى وتعظيم جلال الله ، وامتثال أس الله ، واجتناب محارم الله ، والصبر على أحكام الله، والشكر لنعم الله تمالى ، ودوام الافتقار إلى الله تعالى، والزهد فيما يقطع عن الله تعالى،
والقوكل على الله تعالى، والمحبة والشوق إلى الله تعالى، والرضا بما قضى الله تعالى، وإخلاص النية فى الممل لله تعالى ، والصدق فى السر فى معاملة الله تعالى، والمحاسبة للنفس والفكرة فى آلاء الله تعانى، والمرافبة والحياء من الله تعالى، وغير ذلك من الأوصاف المحمودة.
واعلم أن الايمان يزيد وينقص، وبظهر تفاوته بالتفاوت فى ثمراته، ويرجع بقدر اليقظة والذكر، ويخف بقدر نسيان القلب وغفلاته قال صلى الله عليه وسلم :ه لايزنبى الزاي حين بزنى وهو مومن، ولا بشرب اللخمرحين يشربها وهو مواين " وذلك أنه غافل حالة المعصية عن الله تعالى، خال عن عبادة اله تعالى فينقص إيمانه بذلك وأما الإسلام : فهو الانقياد لأوامر الله تعالى ، واعتقاد وجوب طاعة الله تعالى .
صفحة ١١