============================================================
الفضل الون فى الإيمان الحمد لله الذى رسم فى صفحات المصنوعات قواطع الدلائل، وفرق بمحكم الآبات.
البئنات بين الحق والباطل. الموجود بلا بداية فلم يزل أزليا أوليا وهو الأول، قبل الأوائل الباقى بلا نهاية فلا يزال أبديا وهو الآخر بعد كل زائل، الواحد القدوس فلا شريك له ولا ممائل، الحى العليم القدير المدبر الخبير اليع البصير المتكلم وهو أصدق قائل صفاته قديمة ثابتة بالنقل والعقل فمن عطل (21 قهو بتخيلاته يجادل ، وتنزيهه عن أوصاف الحدوث معلوم بالدليل فمن شبه فهو من أهل الباطل . كيف يشبه القديم الأزلى بالحادث الزائل؟ أم كيف تمائل الصنعة الصانع ؟ أو تضارع الأفعال الفاعل ؟ لاتدركه الأبصار، ولا تمئله الأفكار، ولا يحيط به عقل عاقل . انقطعت الأوهام، وحارت الأفهام، وبحر المعرفة ليس له ساحل . فالتسليم أسلم ، والتعظيم رد الأمر إلى من هو أعلم . فالعجز واقع، والحصر حاصل. فسبحان من نور أسرار أوليائه بذكره . وعاملهم بالقضل التام ، والإحسان الشامل ، فهم عن بابه لايبرحون ، وهلى بساط قربه ينعمون وينشرحون، وأنفاسهم إليه رسائل . لهم فى الدآجى أنس بذكره وخدمته ، فهم أيقاظ والناس ما بين نأم وخافل . فتبارك من قسم عطاءه بين خلقه وهو فى أحكامه عادل، بدعو الفقراء إلى نواله. ويقول فى كل ليلة "هل من مستغفر، هل من سائل؟".
(1) المعطلة: هم الجهية وهم أتباع جهم بن صفوان . وهو الذى عطل صفات الله فكان بقول : إن الله لم يتخذ امبراءيم خليلا ، ولا كلم الله موسى تكليما
صفحة ١٠