[147] فان الشك بعد هذا باق عليهم لان الفلاسفة يرون ان ههنا فوقا بالطبع وهو الذى يتحرك اليه الخفيف وأسفل بالطبع وهو الذى يتحرك اليه الثقيل والا كان الثقيل والخفيف بالاضافة والوضع وترى ان نهاية الجسم الذى هو فوق بالطبع يعرض له فى التخيل انتهاء اما الى خلاء أو ملاء .
[148] فهذا الدليل انما انكسر فى حق الفلاسفة من وجهين أحدهما انهم يضعون فوقا باطلاق وأسفلا باطلاق ولا يضعون أولا باطلاق ولا آخرا باطلاق . والثانى ان لخصومهم ان يقولوا انه ليس العلة فى تخيل ان للفوق فوقا ومرور ذلك الى غير نهاية كونه مضافا بل انما عرض ذلك للتخيل من قبل انه لم يشاهد عظما الا متصلا بعظم كما لم يشاهد شيئا محدثا الا وله قبل
[149] ولذلك انتقل أبو حامد من لفظ الفوق والاسفل الى الوراء والخارج فقال مجيبا للفلاسفة قلنا لا فرق فانه لا غرض فى تعيين لفظ الفوق والتحت بل نعدل الى لفظ الوراء والخارج ونقول للعالم داخل وخارج الى قوله فهذا هو سبب الغلط
صفحة ٨٢