281

تهافت التهافت

تصانيف

[1] واستدلالهم على هذا بمسلكين قالوا انهما لو كانا اثنين لكان نوع وجود الوجود مقولا على كل واحد منهما وما قيل عليه انه واجب الوجود فلا يخلو اما ان يكون وجوب وجوده لذاته فلا يتصور ان يكون لغيره او وجوب الوجود له علة فيكون ذات واجب الوجود معلولا وقد اقتضت علة له وجوب الوجود به ونحن لا نريد بواجب الوجود الا ما لا ارتباط لوجوده بعلة بجهة من الجهات . وزعموا ان نوع الانسان مقول على زيد وعلى عمرو وليس زيد انسانا لذاته اذ لو كان انسانا لذاته لما كان عمرو انسانا بل لعلة جعلته انسانا وقد جعلت عمرا ايضا انسانا فتكثرت الانسانية بتكثر المادة الحاملة لها ويعلقها بالمادة معلول ليس لذات الانسانية وكذلك ثبوت وجوب الوجود لواجب الوجود ان كان لذاته فلا يكون الا له وان كان لعلة فهو اذا معلول وليس بواجب الوجود فقد ظهر بهذا ان واجب الوجود لا بد ان يكون واحدا فهذا القول الذى اورده ابو حامد

صفحة ٢٨٨