254

تهافت التهافت

تصانيف

[237] قلت ان هذا لا يمكن الجواب فيه فى هذا الكتاب بجواب برهانى ولكن لسنا نجد لارسطو ولا لمن شهر من قدماء المشائين هذا القول الذى نسب اليهم الا لفرفوريوس الصورى صاحب مدخل علم المنطق والرجل لم يكن من حذاقهم والذى يجرى عندى على اصولهم او سبب الكثرة هو مجموع الثلاثة الاسباب اعنى المتوسطات والاستعدادات والآلات وهذه كلها قد بينا كيف تستند الى الواحد وترجع اليه اذ كان وجود كل واحد منها بوحدة محضة هى سبب الكثرة .

[238] وذلك انه يشبه ان يكون السبب فى كثرة العقول المفارقة اختلاف طبائعها القابلة فيما تعقل من المبدأ الاول وفيما تستفيد منه من الوحدانية الذى هو فعل واحد فى نفسه كثير بكثرة القوابل له كالحال فى الرئيس الذى تحت يده رئاسات كثيرة والصناعة التى تحتها صنائع كثيرة وهذا يفحص عنه فى غير هذا الموضع فان تبين شىء منه والا رجع الى الوحى .

صفحة ٢٦٠