250

تهافت التهافت

تصانيف

[227] وذلك ان العلم المتلقى من قبل الوحى انما جاء متمما لعلوم العقل أعنى ان كل ما عجز عنه العقل افاده الله تعالى الانسان من قبل الوحى والعجز عن المدارك الضروري علمها فى حياة الانسان ووجوده منها ما هو عجز باطلاق أى ليس فى طبيعة العقل ان يدرك بما هو عقل ومنها ما هو عجز بحسب طبيعة صنف من الناس وهذا العجز اما ان يكون فى اصل الفطرة واما ان يكون لامر عارض من خارج من عدم تعلم وعلم الوحى رحمة لجميع هذه الاصناف

[228] واما قوله فانه لا يليق هذا الغرض به وهى هفوة من هفوات العالم فان العالم بما هو عالم انما قصده طلب الحق لا ايقاع الشكوك وتحيير العقول

[229] وقوله فانه ليس يعرف استحالة صدور اثنين عن واحد كما يعرف استحالة كون الشخص الواحد فى مكانين فانه وان لم يكن هاتان المقدمتان فى مرتبة واحدة من التصديق فليس يخرج كون المقدمة القائلة ان الواحد البسيط لا يصدر عنه الا واحد بسيط من ان تكون يقينية فى الشاهد .

صفحة ٢٥٦