[204] والكلى ليس بمعلوم بل به تعلم الاشياء وهو شىء موجود فى طبيعة الاشياء المعلومة بالقوة ولو لا ذلك لكان ادراكه للجزئيات من جهة ما هى كليات ادراكا كاذبا وانما كان يكون ذلك كذلك لو كانت الطبيعة المعلومة جزئية بالذات لا بالعرض والامر بالعكس أعنى انها جزئية بالعرض كلية بالذات ولذلك متى لم يدركها العقل من جهة ما هى كلية غلط فيها وحكم عليها باحكام كاذبة فاذا جرد تلك الطبائع التى فى الجزئيات من المواد وصيرها كلية أمكن ان يحكم عليها حكما صادقا والا اختلطت عليه الطبائع والممكن هو واحد من هذه الطبائع .
[205] وأيضا فان قول الفلاسفة الكليات موجودة فى الاذهان لا فى الاعيان انما يريدون انها موجودة بالفعل فى الاذهان لا فى الاعيان وليس يريدون انها ليست موجودة أصلا فى الاعيان بل يريدون انها موجودة بالقوة غير موجودة بالفعل ولو كانت غير موجودة اصلا لكانت كاذبة .
[206] واذا كانت خارج الاذهان موجودة بالقوة وكان الممكن خارج النفس بالقوة فاذا من هذه الجهة تشبه طبيعتها طبيعة الممكن ومنها رام ان يغلط لانه شبه الامكان بالكليات لكونهما يجتمعان فى الوجود الذى بالقوة ثم وضع ان الفلاسفة يقولون انه ليس للكليات خارج النفس وجود اصلا فانتج ان الامكان ليس له وجود خارج النفس فما اقبح هذه المغالطة وأخبثها
صفحة ١١١