[116]
أخي الحافظ علي ابني هبة الله بن عساكر . كذا وجدته بخطه.
ميلاده سنة إحدى وسبعين وسبع مئة، ونشأ في خدمة العلم والعلماء واشتغل على والده، والشهاب بن حجي، والجمال الطيماني، وغيرهم. وتصدى للاشتغال بالجامع الأموي في حدود سنة عشرين وثمان مئة، وناب في الحكم مدة يسيرة عن القاضي نجم الدين بن حجي، وولي إفتاء دار العدل بنزول من الشهاب الغزي، ثم نزل عنه للبهاء بن حجي في ذي الحجة سنة تسع وعشرين، ثم نازعه فيه التقى بن الحريري بمساعدة السيد شهاب الدين بن نقيب الأشراف، ثم أن بهاء الدين لما تولى القضاء استناب الشيخ تقي الدين، ثم نزل له عنها في سابع صفر سنة إحدى وثلاثين، ثم ولي قضاء الشافعية في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين عن الكمال البارزي، ونزل عن الإفتاء. ثم عزل في مستهل ذي القعدة بالبهاء بن حجي، ثم تولى عن الونائي في أواخر رمضان سنة ثلاث وأربعين. ثم عزل في محرم سنة أربع وأربعين بالسراج الحمصي. جمع تاريخ الإسلام وشرح قطعة من منهاج النووي إلى أثناء الطلاق، لو كمل لم يكن أحسن منه، وله علم وفكر، ودرس بجامع التوبة، وانتفع به خلق منهم النجم بن قاضي عجلون، ولم يزل مكبا على الإشغال إلى أن سقط القلم من يده ومات فجأة بحضيرة شنتمر قرب الجاموسية يوم الخميس خامس عشر ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وثمان مئة، وصلى عليه من الغد الجمال الباعوني بجامع يلبغا ودفن بمقبرة باب الصغير قبلي السيد بلال.
شمس الدين الونائي
وقال تقي الدين بن قاضي شهبة في سنة أربع وأربعين وثمان مئة في شعبان: وفي يوم الخميس ثامن عشره جاء كتاب بأن القاضي شمس الدين الونائي عيين للقضاء في ربيع الآخر وأعطى فدانين بداريا. وخرج حامل الكتاب يوم الاثنين ثامن الشهر، ولم يكن لبس، ويوم الخميس خامس عشريه جاء كتاب دوادار كاتب السر يخبر فيه أن القاضي الونائي استقر في القضاء والخطابة ونظر الأسرى. انتهى.
صفحة ١٨٨