[106]
العذراوية، ثم نظر الجامع الأموي سنة اثنتين وثمان مئة، وباشر بعد الفتنة نيابة الأشراف لم ولي والده كتابة السر، وناب في القضاء عن ابن عباس، والإخنائي، والزهري، وولي نظر الجيش لنوروز مدة لطيفة، ثم عزل وصودر وأخرجت جهاته، ثم استرجعها، وولي كتابة السر بدمشق في سنة عشرين فباشر سنتين وشهرين ثم استنابه نجم الدين بن حجي في القضاء لما حج فباشر عنه. ثم استنابه لم حج ثانيا. ثم لما ولي نجم الدين بن حجي كتابة سر مصر ولي هو قضاء الشافعية بالشام في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين. فلما عزل ابن حجي من كتابة السر بمصر ورجع إلى دمشق حصل بينهما شر كبير وغرما في ذلك أموالا كثيرة. ثم ولي نجم الدين بن حجي القضاء في سنة ثلاثين، ورجع الشريف من مصر معزولا. ثم لما مات بدر الدين حسين ولي نظر الجيش بالشام نحو عشرة أشهر. ثم لما مات ابن مزهر كاتب سر مصر طلب إلى مصر وولي كتابة السر عنه، واستمر يباشرها إلى أن مات مطعونا في يوم الأربعاء سادس عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وثمان مئة، ودفن من الغد، وهو اليوم الذي توفي ابن مزهر فيه من العام الماضي، وصلى عليه السلطان بباب الوزير، وكان بيده تداريس وأنظار كثيرة. ولما جاء الخبر إلى دمشق بوفاته وأخذ أهله في عزائه سقط سقف العزيزية، وهي إلى قرب بيته وكانت تحت نظره. فسبحان الفعال لم يريد. انتهى.
بهاء الدين بن حجي
وقال الأسدي في سنة ثلاثين وثمان مئة في ذي القعدة: وفي سلخه استقر ولد قاضي القضاة نجم الدين بن حجي، وهو بهاء الدين أبو البقاء في قضاء دمشق مكان والده وعلى قاعدته في الخطابة ومشيخة الشيوخ وغير ذلك. انتهى.
صفحة ١٦٩