[97]
ثم قال في سنة ثلاثين وثمان مئة في شوال: وفي يوم الاثنين رابع عشريه لبس قاضي القضاة خلعة جاءت مع دواداره من مصر، وجاء إليه الحجاب، والنواب، والقضاة، وغيرهم فلبسها من بيته وتوجه إلى النائب فسلم عليه ورجع والخلق في خدمته. انتهى.
ثم قال في ذي القعدة منها: وفي ليلة الاثنين وهو أول فصل الصيف ثانية، قتل نجم الدين بن حجي بمنزله بالنيرب، وكان النائب سودون من عبد الرحمن راجعا من سفره إلى بلاد نابلس، فجاءه مرسوم بالرجوع وولي شخص التقدمة، وألزم بمال. فبلغ النائب الخبر وهو بقبة يلبغا، فجاء هو الحاجب إلى بيت القاضي، واجتمع هناك خلق كثير، ولم يعلم فاعل ذلك غير أن الناس يظنون ظنا لقرائن اعتمدوها، والله أعلم بحقائق الأمر. وذكرت زوجته أنها استفاقت وهو يضطرب، فظنت أنه قد لدغ فجلست، فرأت شخصين على رأسها أحدهما أسمر مربوع والآخر طويل أشقر. فهربت إلى المجلس إلى عند الجوار ولم يتكلموا إلى أن خرج الرجلان المذكوران من النقب الذي دخلا منه. ووجد فيه ضربة في رقبته هي التي قتلته، وفي رأسه أخرى، وفي جنبه عدة ضربات وحصل للناس من ذلك رعب شديد، وخافوا على أنفسهم. انتهى.
ثم قال فيه: وفي يوم الخميس خامسه سافر بهاء الدين ولد قاضي القضاة نجم الدين بن حجي إلى مصر واستخدم معه جماعة. وسافر معه من جهة النائب اسنباي مشد عمارة النائب الذي استقر في نيابة نظر الجامع، وأخذ معه محضرا بما وقع في أمر والده. وجاء شخص وأخبر انه رأى وقت دق ثنتين عند جسر الغزي نحو عشرين فارسا ورجالة وهم طالعون في العقبة، وسمع الصراخ من بيت القاضي. فكتب ذلك في المحضر. انتهى.
صفحة ١٥١