( 19 ) والتقسيم في التسمية لهؤلاء نوع من التعريف في الظاهر على قسمين ، يحتمل أن يكون للإشعار بأن بعض الضلالات أفحش ، وأشد وأوحش من بعض ، وكلها في المآل تؤدي إلى أشر حال ، لكن كما أن للجنة درجات ، فكذلك للنار دركات ، وما منهم إلا له على مقدار الكفر والإيمان مقام معلوم منها ، ولا يظلم ربك أحدا . والعياذ بالله من غضب الجبار ، ومن المصير إلى دار البوار ، جهنم يصلونها وبئس القرار ، فانظر بعين البصيرة كيف على الصحيح استدلال أساس جميع العبادات كلها من العمل والعلم والدين ، لم تكن الموجودات إلا لأجلها فدار جملة واحدة تحت الجمل في هذه السورة ، فكانت هي المدار لجميع الكتب السماوية والمصنفات الأثرية ، حتى أنها لم تكن إلا كتفسير لها والتفصيل لجملتها ، والظن أن لهذا الاعتبار . قال علي بن أبي طالب فيما عنه يحكى : لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب ، ولا غرو فإن الحديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) . والله أعلم . وبه التوفيق .
صفحة غير معروفة