فاما الحشائش والزرع فاجزاؤه قريبة بعضها من بعض، ولذلك أسرع كونه للطافة [بعضها من بعض] فكملت فى أسرع زمان.
فاما النبات فأكثره متخلخل الاجزاء وذلك ان الحرارة فى بطون الارض فى التخلخل.
وليس من شأن الماء ان يصعد الى فوق لكن الحرارة تجذب تلك الرطوبة الى اقصى النبات فتصير المواد فى جميع اجزاء النبات فما فضل عنه رشحه .
وكذلك الحمام: فان الحرارة تجذب تلك الرطوبة فتجعلها بخارا عاليا، فاذا أفرط فى الموضع رجع قطرا. وكذلك الفضول فى الحيوان والنبات ترجع من العلو الى أسفل وتصعد من أسفل الى العلو فى الافاعيل.
وكذلك الانهار التى تحت الارض، فان كونها من الجبال ومادتها من الامطار. فاذا كثرت المياه واحتقنت تولد من ذلك بخار كثير جدا لاحتقانها فخرق الارض ذلك البخار فظهرت العيون والانهار وقد كا نت قبل ذلك باطنة.
وقد قدمنا العلة لظهور الانهار والعيون فى الكون العلوى بأن الزلازل قد تظهر أنهارا وعيونا لم تكن قبل ذلك عند انشقاق الارض بالبخار فتظهر العيون والانهار. وقد تخفى العيون والانهار اذا كانت الزلزلة منقلبة.
فاما النبات فلا يعرض له ذلك لان الهوائية فى تخلخل اجزائه. والدليل على ذلك ان الزلزلة لا تكون فى الرمال وانما تكون فى الاجرام الصلبة اعنى مواضع المياه والجبال وكذلك الزلازل تكون غالبة فيها لان الماء مصمت والاحجار مصمتة.
صفحة ١٧٧