تفسير مقاتل بن سليمان
محقق
عبد الله محمود شحاته
الناشر
دار إحياء التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
بيروت
إليه بها، وإن من مات منكم عَلَيْهَا مات على الضلالة. فَقَالَ المسلمون: إِنَّمَا الهدى ما أمر اللَّه- ﷿ به، والضلالة ما نهى اللَّه عَنْهُ. قَالُوا: فَمَا شهادتكم عَلَى من مات منكم عَلَى قبلتنا، وكان قَدْ مات «١» قبل أن تحول القبلة إلى الكعبة أسعد بن زُرَارَة بن عدس بن عُبَيْد بن ثَعْلَبَة بن غنم بن مالك بن النجار ابن مالك بن الخزرج من بني النَّجّار «٢»، ومات الْبَرَاء بن معرور بن صخر بن سِنَان بن عُبَيْد بن عدى بن سلمة بن سعد «٣» [٢٤ ب] بْن علِي بن شاردة بن زَيْد بن جشم ابن الخزرج من بني «٤» سَلَمَة، وكانا من النقباء. ومات رجال فانطلقت عشائرهم فقالوا للنبي- ﷺ: توفي إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى وَقَدْ صرفك «٥» اللَّه- ﷿ إلى قبلة إِبْرَاهِيم ﵇ فكيف بإخواننا فأنزل اللَّه- ﷿ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ. يعني إيمان صلاتكم نحو بيت المَقْدِس يَقُولُ لقد تقبّلت منهم إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ يعني يرق لهم رَحِيمٌ- ١٤٣- حين قبلها منهم قبل تحويل القبلة. قَدْ نَرى تَقَلُّبَ «٦» وَجْهِكَ فِي السَّماءِ يعنى نرى أنك تديم نظرك إلى [٢٤ أ] السماء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ يعني لنحولنك إلى قِبْلَةً تَرْضاها لأن الكعبة كَانَتْ أحبّ إلى النَّبِيّ- ﷺ من بيت المَقْدِس فَوَلِّ يعني فحول وَجْهَكَ شَطْرَ يعني تلقاء الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ من الأرض فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ يعني فحولوا وجوهكم فِي الصَّلاة تلقاءه، وقد كان النبي- صلى الله عليه
_________
(١) فى أ: وقد كان قبل.
(٢) فى: ابن عدس ابن عبيد، كل ابن بألف رغم وقوعها بين علمين ثانيهما أب للأول.
(٣) ابن سعد ساقط من ل.
(٤) كل ابن له ألف فى أ: والألف ساقطة من ل.
(٥) فى أ: صرفكم.
(٦) نقل تفسير جزء آية ١٤٣ الأول بعد الأخير فى الأصل. وقد أصلحته.
1 / 146