تفسير مقاتل بن سليمان
محقق
عبد الله محمود شحاته
الناشر
دار إحياء التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
بيروت
ما ترك محمد قبلتنا إِلَّا حسدا وإن قبلتنا قبلة الْأَنْبِيَاء، ولقد علم محمد أَنّا عدل بين الناس. فَقَالَ مُعَاذ «١»: إنا عَلَى حق وعدل، فأنزل اللَّه- ﷿ فِي قول مُعَاذ وَكَذلِكَ يعني وهكذا جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطًا يعني عدلا نظيرها فِي ن والقلم قوله- سُبْحَانَهُ: قالَ أَوْسَطُهُمْ «٢» يعني أعدلهم وقوله سبحانه-: مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ «٣» يعني أعدل فقول اللَّه: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطًا يعني أمة محمد تشهد بالعدل فِي الآخرة بين الْأَنْبِيَاء وَبَيْنَ أممهم لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ يعني عَلَى الرسل هَلْ بلغت الرسالة عن ربها إلى أممهم «٤» وَيَكُونَ الرَّسُولُ يعني محمد- ﷺ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا يعني على أمته أَنَّهُ بلغهم الرسالة وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها «٥» يعني بيت المَقْدِس إِلَّا لِنَعْلَمَ إِلَّا لنرى مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ يعني محمدا- ﷺ عَلَى دينه فِي القبلة ومن يخالفه من اليهود مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ يَقُولُ ومن يرجع إلى دينه الأول وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً يعني القبلة حين صرفها عن بيت المقدس إلى الكعبة عظمت عَلَى اليهود، ثُمّ استثنى فَقَالَ: إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ «٦» فَإنَّهُ لا يكبر عليهم ذَلِكَ.
وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ وذلك أن حيي بن أخطب اليهودي وأصحابه، قَالُوا للمسلمين: أخبرونا عن صلاتكم نحو بيت المَقْدِس، أكانت هدى أم ضلالة فواللَّهِ لئن كَانَتْ هدى، لَقَدْ تحولتم عَنْهُ. ولئن كَانَتْ ضلالة لقد دنتم الله بها فتقربتم
_________
(١) فى أ: محمد.
(٢) سورة القلم: ٢٨.
(٣) سورة المائدة: ٨٩.
(٤) فى أ، ل اضطراب وتقديم سطر قبل موضعه.
(٥) فى الأصل خطأ فى النقل. حيث فسر النصف الأخير من آية ١٤٣ قبل النصف الأول.
وقد أصلحت الخطأ فى التحقيق وراعيت ترتيب المصحف. [.....]
(٦) فى أ: إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ من المؤمنين يعنى المتواضعين من المؤمنين فإنه لا يكبر عليهم ذلك فذلك قوله- ﷿: إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ. وقد خلط بين هذه الآية والآية رقم ٤٥: البقرة وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ.
1 / 145