تفسير مقاتل بن سليمان
محقق
عبد الله محمود شحاته
الناشر
دار إحياء التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
بيروت
سنين من هجرته إلى المدينة. فصدهم مشركو مكة. وأهدى «١» أربعين بدنة «ويُقَالُ مائة بدنة» «٢» فردوه وحبسوه شهرين لا يصل إلى البيت وكانت بيعة الرضوان عامئذ فصالحهم النَّبِيّ- ﷺ عَلَى أن ينحر الهدي مكانه فِي أرض الحرم ويرجع فلا يدخل مكة، فإذا كان العام المقبل خرجت قريش من مكة وأخلوا لَهُ مكة ثلاثة أيام. لَيْسَ مَعَ الْمُسْلِمِين «٣» سلاح إِلَّا في غمده فرجع النَّبِيّ- ﷺ ثُمّ توجه من فوره ذَلِكَ إلى خيبر، فافتتحها فِي المحرم ثُمّ رجع إلى المدينة فَلَمَّا كان العام المقبل. وأحرم النبي (ص) وأصحابه بعمرة «٤» فِي ذِي القعدة وأهدوا ثُمّ أقبلوا من المدينة فأخلى «٥» لهم المشركون مكة ثلاثة أيام. وأدخلهم اللَّه- ﷿ مكة فقضوا عمرتهم ونحروا البدن فأنزل اللَّه- ﷿ الشَّهْرُ الْحَرامُ الَّذِي دخلتم فِيهِ مكة هَذَا العام بِالشَّهْرِ الْحَرامِ يعني الَّذِي صدوكم فِيه العام الأول وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ يعني اقتصصت لك منهم فِي الشهر الحرام يعني فِي ذِي القعدة كَمَا صدوكم فِي الشهر الحرام وذلك أنهم فرحوا وافتخروا حين صدوا النَّبِيّ- ﷺ عن المسجد الحرام، فأدخله اللَّه- ﷿ من قابل، ثُمّ «٦» قَالَ سُبْحَانَهُ: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ وذلك أن أصحاب النَّبِيّ- ﷺ أهلوا إلى مكة محرمين بعمرة
(١) فى أ: وأهدوا، ل: وأهدى. (٢) ما بين الأقواس ساقط من ل. (٣) فى أ، ل: ليس معهم. (٤) فى أ، ل: وحرم بعمرة النبي- ﷺ وأصحابه. (٥) فى ل: فخلا، فى أ: فخلو (٦) انظر أسباب النزول للواحدي: ٣٠. ولباب النقول للسيوطي: ٢٨. وقد ساق أثرا أخرجه ابن جرير عن قتادة.. بأن المشركين افتخروا على النبي حين ردوه فأقصه الله منهم وأدخله مكة فى ذلك الشهر الذي كانوا ردوه فيه. [.....]
1 / 169