وهناك وجوه أخرى ، ولكنا لا نجد وجها واضحا لهذه الاحتمالات ، فهي لم ترتكز إلى دليل واضح.
* * *
** نقاش رأي السيد الخوئي (قده)
أما ما ذكره أستاذنا المحقق السيد الخوئي قده ، من دلالة كلمة ( الرحمن ) على المبالغة في الرحمة ، إما لكونها من صيغ المبالغة ، كما ذكر البعض ، وإما لحذف المتعلق مما يفيد العموم ، فهو غير واضح ، لأن دلالتها على المبالغة لم تثبت ، وربما كانت ملاحظة ما كان على هذا الوزن من الكلمات الأخرى تدفع ذلك ، كما أن حذف المتعلق لا يفيد العموم دائما ، فربما كان ذلك من أجل التركيز على المبدأ. أما بالنسبة إلى صيغة « فعيل » فقد تستعمل في ما يكون من قبيل الغرائز ، ولكنها قد تستعمل في غيره.
وهناك وجه آخر قد يكون أقرب الوجوه إلى الاعتبار ، وهو الذي ذكره بعض المتأخرين ؛ وخلاصته أن الوصفين متغايران تمام التغاير ، فالرحمن صفة ذاتية هي مبدأ الرحمة والإحسان ، والرحيم صفة فعل تدل على وصول الرحمة والإحسان وتعديهما إلى المنعم عليه. ويدل على هذا أن الرحمن لم تذكر في القرآن إلا مجرى عليها الصفات كما هو شأن أسماء الذات : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ) [الإسراء : 110] ( لمن يكفر بالرحمن ) [الزخرف : 33] ( أن دعوا للرحمن ولدا ) [مريم : 91] ( إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن ) [مريم : 45] ( الرحمن* علم القرآن ) [الرحمن : 1 2] ( الرحمن على العرش استوى ) [طه : 5] وهكذا ...
أما ( الرحيم ) فقد كثر استعمالها وصفا فعليا ، وجاءت بأسلوب
صفحة ٤٤